ذكر مصدر مطلع ان عامل إقليم إنزكان أيت ملول مستاء من تصرفات رئيس المجلس البلدي لإنزكان، بعد القرار غير المسؤول والذي تحدى به القوانين والأعراف الديمقراطية، باعطائه رخصة بناء فوق أرضية مخصصة لمساحة خضراء ومدار طرقي بحي السلام-الجرف-إنزكان، هذه القضية المثارة منذ ما يقارب السنتين، تجند لها ساكنة الحي المذكور باحتجاجات عارمة موازية لمراسلات عديدة للجهات المعنية، من بينها وزارة الداخلية، ووزارة الإسكان والتعمير ووزارة التجهيز والنقل، إضافة إلى السلطات الإقليمية والجهوية. قضية المدار المعروفة بقضية v46 أسالت الكثير من المداد في الصحف والجرائد بعد الكشف عن الإختلالات التي تورط فيها مسؤولون وازنون داخل الإقليم والمدينة ابتداء بمهندس العمالة وتقنييها، مرورا بنائب رئيس الجماعة الحضرية بإنزكان وتقنييها وقائد المقاطعة وانتهاء بلوبي العقار المجسد في أحد المنعشين العقاريين بحي الجرف، إذن هي سلسلة متشابكة تتكامل فيها المهمات والأدوار، وفي نفس السياق أصدرت الوكالة الحضرية تقريرها الذي أكدت فيه أن الملف شابه تزوير والبقعة الارضية v46 مخصصة لمساحة خضراء ومدار طرقي وفق تصميم التهيئة. لكن السؤال المطروح هو كيف تم تحويل مشروع يخدم المنفعة العامة بالمدينة كمتنفس للساكنة، إلى مصدر يلهث عليه كل من يفكر في مصلحته الشخصية دون أن يعر أي أهمية للمصلحة العامة؟ الجواب يمكن أن نستشفه انطلاقا من الطريقة الغريبة التي تعامل بها رئيس المجلس البلدي مع الملف، حيث كان في الأمس القريب مدافعا بشدة على إقامة هذا المشروع الموسوم بالمصلحة العامة، وبين عشية وضحاها، ينقلب رأيه ضد هذه المصلحة، بعدما تدخل وسيط مقرب من الرئيس(نائبه) ليجمع أواصر المحبة بين الرئيس والمنعش العقاري، لترجع القصة إلى عقدتها من جديد. يستنتج الجواب كذلك من تصريح السيد الرئيس أثناء استقباله بعض سكان الحي يستفسرونه عن وقت بدء الأشغال في المشروع، ففاجأهم برفضه" أن الرأس ليمايدور كدية" وتعني بالعربية أن الرأس الذي لا يستدير يعد هضبة، والخطير في الأمر أن السيد العامل حضر إلى عين المكان في وقت سابق بمعية طاقمه -ذو الخبرة العالية في التعمير- بالعمالة للوقوف شخصيا- حسب تعبيره- على المشروع، ويفاجأ بتحدي الرئيس الذي خرج عن طاعته، وهذا ما اتضح يوم الإثنين 22 يونيو عندما استفسر بعض السكان أحد المسؤولين بالعمالة، فأجابهم بأن السيد العامل لن يقبل بإقامة أي شيء أخر غير مشروع يصب في المصلحة العامة، بعدها بنصف ساعة توضع مواد للبناء بالبقعة المذكورة. هذا العامل الذي عقد لقاء في الأسبوع الماضي استدعى من خلاله الفاعلين المدنيين وأخرين للحديث عن سياسة المدينة، يواجه بشراسة من طرف مسير المدينة، التي تعيش هذه الأيام حركة غير عادية بعد تكتل بعض الفاعلين المدنيين في تنسيقية تحمل شعار التغيير ضد ما أسموه الفساد بالمدينة.
وأفاد ذات المصدر أن إحدى الجمعيات بالحي المذكور، دعت الساكنة للإحتجاج على العبث الذي يتسم به التسيير بالمجلس المذكور ودعت كافة الغيورين على مصلحة المدينة للتكتل وتجاوز كل الإيديولوجيات المختلفة، قصد محاربة الفساد والمفسدين، وحررت بذلك بيانا تستنكر فيه الحيف والتهميش .
